الأدوية الأكثر ارتباطًا بالحساسية الدوائية الحقيقية عند الأطفال
وصف
الحساسية الدوائية الحقيقية عند الأطفال تعد حالة طبية حرجة تتطلب تمييزًا دقيقًا بين التفاعلات المناعية الحقيقية وردود الفعل الجانبية الأخرى غير المناعية مثل الطفح الناتج عن العدوى الفيروسية.
تشير الدراسات إلى أن العديد من الحالات المشخصة كـ"حساسية دوائية" لدى الأطفال تكون في الواقع عدم تحمل دوائي أو تفاعل فيزيولوجي متوقع، وليست حساسية حقيقية
لذلك، معرفة الأدوية الأكثر تورطًا مهم جدًا في الممارسة الإكلينيكية لتوجيه التشخيص وإدارة الحالات بفعالية
أولاً: المضادات الحيوية من فئة البنسلين (Penicillins)
تُعد مضادات البنسلين، وخاصة الأمبيسيلين (Ampicillin) والأموكسيسيلين (Amoxicillin)، المسبب الأول لحساسية الأدوية الحقيقية عند الأطفال
الآلية
عادةً ما ترتبط التفاعلات بتكوين أجسام مضادة IgE، مما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي فوري، أرتيكاريا، تورم، وقد يصل الأمر إلى صدمة الحساسية
أمثلة سريرية
طفل يتطور لديه طفح جلدي مع أرتيكاريا خلال ساعة واحدة من تناول أموكسيسيلين
حالة نادرة لصدمة تحسسية بعد حقن بنسلين عضلي
ملاحظة: في كثير من الأحيان، الطفح الجلدي الناتج عن الأمبيسيلين قد يكون مرتبطًا بالعدوى الفيروسية (مثل فيروس إبشتاين-بار) وليس بالحساسية الدوائية المناعية الحقيقية
ثانياً: مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)
تشمل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen)، وهي من الأسباب الشائعة أيضًا للحساسية عند الأطفال
الآلية
قد تسبب تفاعلات من النوع الأول المعتمد على IgE أو تفاعلات غير مناعية عبر تثبيط إنزيم كوكس 1 (COX-1) مما يؤدي إلى اختلال التوازن بين البروستاغلاندينات والليكوترينات، وبالتالي تحفيز نوبات ربوية أو طفح جلدي
أمثلة سريرية
طفل مصاب بالربو تظهر عليه أعراض تشنج قصبي حاد بعد تناول الإيبوبروفين
ظهور أرتيكاريا معممة خلال فترة قصيرة بعد إعطاء نابروكسين
ملاحظة: في بعض الحالات يكون التفاعل تجاه NSAIDs غير مناعي ولكنه يشبه التحسس سريريًا، لذلك يتطلب تقييم دقيق
ثالثاً: السلفوناميدات (Sulfonamides)
السلفوناميدات، وخاصة الترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-Sulfamethoxazole)، ترتبط بشكل واضح بتفاعلات فرط التحسس المتأخرة من النوع الرابع عند الأطفال
الآلية
يحدث تنشيط الخلايا التائية استجابة لمركبات الدواء، مما يؤدي إلى طفح جلدي، أحيانًا متلازمات جلدية خطيرة مثل متلازمة ستيفنز-جونسون (Stevens-Johnson Syndrome) أو الانحلال البشروي السمي (Toxic Epidermal Necrolysis)
أمثلة سريرية
ظهور طفح جلدي حطاطي بعد 5 إلى 10 أيام من بدء العلاج بـTMP-SMX
حالة نادرة لمتلازمة ستيفنز-جونسون مع استخدام السلفوناميدات
ملاحظة: احتمال تفاعل خطير مع السلفوناميدات يجعل الأطباء أكثر حذرًا عند وصفها للأطفال
رابعاً: مضادات الاختلاج (Anticonvulsants)
تشمل مضادات الاختلاج مثل الفينيتوين (Phenytoin)، الكاربامازيبين (Carbamazepine)، واللاموتريجين (Lamotrigine)، وهي أدوية ترتبط بتفاعلات فرط التحسس المتأخرة من النوع الرابع أيضًا
الآلية
تنشيط الخلايا التائية يؤدي إلى تفاعلات جلدية تتراوح من الطفح البسيط إلى متلازمة ستيفنز-جونسون والانحلال البشروي السمي
أمثلة سريرية
طفح جلدي واسع النطاق بعد أسبوعين من بدء العلاج بكاربامازيبين
تطور متلازمة DRESS (Drug Rash with Eosinophilia and Systemic Symptoms) مع استخدام لاموتريجين
ملاحظة: الاستعداد الجيني (مثل وجود أليلات HLA-B*1502 في بعض الأعراق) يلعب دوراً كبيراً في تحفيز هذه التفاعلات
خامساً: اللقاحات (Vaccines)
رغم أن اللقاحات عموماً آمنة للغاية، إلا أن بعض الأطفال قد يطورون حساسية حقيقية تجاه مكونات معينة في اللقاح، مثل الجيلاتين أو البروتينات البيضية
الآلية
تفاعل مناعي بوساطة IgE تجاه مكونات إضافية في اللقاح وليس تجاه العامل النشط نفسه
أمثلة سريرية
ظهور طفح جلدي أو صدمة تحسسية بعد تلقي لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) المحتوي على جيلاتين
ملاحظة: معظم تفاعلات اللقاح خفيفة ومؤقتة، والحساسية الحقيقية للقاحات نادرة لكنها خطيرة
ملخص للنقاط الرئيسية
الأدوية الأكثر ارتباطًا بالحساسية الدوائية الحقيقية عند الأطفال تشمل بشكل رئيسي
مضادات البنسلين (خاصة أموكسيسيلين وأمبيسيلين)
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (مثل الإيبوبروفين)
السلفوناميدات (مثل ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول)
مضادات الاختلاج (مثل كاربامازيبين ولاموتريجين)
بعض مكونات اللقاحات (مثل الجيلاتين أو البروتينات البيضية)
كل دواء منها قد يؤدي إلى تفاعلات فرط تحسس متنوعة سواء من النوع الأول السريع أو النوع الرابع المتأخر، وتحتاج الحالات إلى تقييم دقيق عبر التاريخ الطبي واستخدام الاختبارات التشخيصية المناسبة لتأكيد التشخيص ومنع التعرض المتكرر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق