الفرق بين القرفة الصينية (كاسيا) والقرفة السيلانية

وصف

 القرفة واحدة من أكثر التوابل استخدامًا حول العالم، سواء في الطهي أو في الطب التقليدي. ومع ذلك، لا يدرك الكثيرون أن هناك نوعين رئيسيين من القرفة يختلفان بشكل كبير من حيث الفوائد الصحية، التركيب الكيميائي، والاستخدامات

القرفة الصينية، المعروفة أيضًا باسم قرفة كاسيا (Cinnamomum cassia)، هي النوع الأكثر انتشارًا تجاريًا، وتتميز بنكهتها القوية وسعرها المنخفض

 على الجانب الآخر، القرفة السيلانية، المعروفة أيضًا باسم القرفة الحقيقية

 (Cinnamomum verum)، تعتبر أكثر ندرة وأمانًا للاستهلاك اليومي بسبب احتوائها على نسبة أقل من مركب الكومارين الذي قد يكون سامًا للكبد

الفرق في الموطن والانتشار

القرفة السيلانية تُزرع بشكل رئيسي في سريلانكا، الهند، ومدغشقر، وتُعرف بجودتها العالية ونكهتها الناعمة، لذا يطلق عليها اسم "القرفة الحقيقية"

 في المقابل، القرفة الصينية (كاسيا) تُزرع بكثرة في الصين، إندونيسيا، فيتنام، وميانمار، وتُستخدم على نطاق واسع بسبب وفرتها وسعرها المنخفض

الفرق في الشكل والملمس والطعم

القرفة السيلانية تتميز بلونها البني الفاتح، وقشرتها رقيقة وهشة، مما يجعلها سهلة الكسر. نكهتها حلوة وخفيفة، مما يجعلها مناسبة جدًا للحلويات والمخبوزات

 على العكس، القرفة الصينية لونها بني محمر داكن، وقشرتها سميكة وخشنة، مما يجعلها أصعب في الكسر، ولها نكهة قوية ولاذعة، مما يجعلها أكثر استخدامًا في الأطباق المالحة والمأكولات الآسيوية

الفرق في التركيب الكيميائي والقيمة الغذائية

من أهم الفروقات بين النوعين هو محتوى الكومارين، وهو مركب طبيعي قد يكون سامًا عند تناوله بكميات كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد ومشاكل في تخثر الدم

 القرفة السيلانية تحتوي على كميات منخفضة جدًا من الكومارين، مما يجعلها آمنة للاستهلاك اليومي، بينما تحتوي القرفة الصينية على نسبة مرتفعة من الكومارين، مما يستدعي الحذر عند تناولها بانتظام

كلا النوعين غنيان بمضادات الأكسدة، الفلافونويدات، والزيوت العطرية، لكن القرفة السيلانية تتميز بتوازن أفضل لمركباتها الكيميائية، مما يجعلها أكثر فائدة لصحة القلب وسكر الدم دون مخاطر محتملة على الكبد

الفرق في الفوائد الصحية

القرفة السيلانية تعتبر أكثر أمانًا في علاج مرض السكري، حيث تساعد على خفض نسبة السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين دون التأثير على وظائف الكبد

 كما أنها مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية، حيث تعمل على خفض نسبة الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول الجيد

 بالإضافة إلى ذلك، تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات تساعد في تخفيف آلام المفاصل وتحسين وظائف الدماغ

أما القرفة الصينية، فهي أيضًا تساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم، ولكن نظرًا لمحتواها العالي من الكومارين، فإنها قد تشكل خطرًا على مرضى الكبد أو الذين يتناولون أدوية تسييل الدم. رغم ذلك، فإن نكهتها القوية تجعلها خيارًا مفضلًا في الطبخ وإعداد المشروبات الساخنة

الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة

القرفة السيلانية آمنة إلى حد كبير عند تناولها بكميات معتدلة، ولا تسبب ضررًا للكبد أو تؤثر على تخثر الدم. يمكن استخدامها يوميًا دون أي مخاطر كبيرة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن الفوائد الصحية للقرفة دون قلق من الآثار الجانبية

في المقابل، القرفة الصينية قد تشكل خطرًا على الكبد عند تناولها بكميات كبيرة لفترات طويلة، وذلك بسبب احتوائها على نسبة عالية من الكومارين

 يمكن أن تؤدي الجرعات الزائدة إلى مشاكل في تخثر الدم، تلف الكبد، وارتفاع خطر النزيف

 لهذا السبب، ينصح بعدم تناولها يوميًا، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد أو يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الوارفارين

الفرق في الاستخدامات المثالية

إذا كنت تبحث عن قرفة للاستهلاك اليومي من أجل تنظيم سكر الدم، تعزيز صحة القلب، أو تحسين المناعة، فإن القرفة السيلانية هي الخيار الأفضل نظرًا لأمانها العالي. يمكن إضافتها إلى المشروبات الساخنة، الحلويات، وحتى بعض الأطباق المالحة دون القلق من أي آثار جانبية طويلة الأمد

أما إذا كنت بحاجة إلى قرفة ذات نكهة قوية ولاذعة للاستخدام في الطبخ، مثل تتبيل اللحوم أو إعداد الصلصات، فإن القرفة الصينية تعد خيارًا مناسبًا، بشرط أن يتم تناولها بكميات معتدلة

القرفة السيلانية والقرفة الصينية متشابهان في العديد من الفوائد الصحية، ولكن الفرق الأساسي يكمن في محتوى الكومارين وسلامة الاستخدام طويل الأمد. القرفة السيلانية هي الخيار الأفضل إذا كنت ترغب في تناول القرفة يوميًا دون التعرض لخطر الآثار الجانبية، بينما القرفة الصينية تعد مناسبة للاستخدام غير المنتظم أو للطهي الذي يتطلب نكهة قوية

إذا كنت تهتم بصحتك وتريد الاستفادة القصوى من فوائد القرفة دون مخاطر، فمن الأفضل اختيار القرفة السيلانية كخيار أكثر أمانًا