الهوية النباتية والنظرة العامة
الاسم النباتي: سيدونيا أوبلونجا
الاسم الشائع: السفرجل
العائلة: الوردية
الجزء المستخدم من النبات: الفاكهة (اللب والقشرة) والبذور والأوراق (أحيانًا)
السفرجل شجرة نفضية موطنها الأصلي مناطق الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط. تشبه ثمرتها الكمثرى أو التفاح في شكلها، وتشتهر بقوامها المتماسك ورائحتها العطرة وطعمها القابض عند تناولها نيئة. على الرغم من استهلاكه عادةً كغذاء مطبوخ أو معالج (مثل الجيلي، والشراب، والكومبوت)، إلا أن للسفرجل تاريخ عريق في الطب التقليدي، وخاصةً في الممارسات العشبية اليونانية والإيرانية والأوروبية
يرتكز الاهتمام الحديث بالسفرجل على خصائصه الغذائية والدوائية، والتي تستمد في المقام الأول من محتواه من البوليفينول والألياف القابلة للذوبان والأحماض العضوية والعناصر الغذائية الأساسية
التركيب الكيميائي النباتي
السفرجل غني بالمركبات النشطة بيولوجيًا، مما يعزز إمكاناته العلاجية. ومن أهم مكوناته
البوليفينولات والفلافونويدات : الكيرسيتين، والكامبفيرول، والروتين، والكيتشينات، وحمض الكلوروجينيك
العفص : متوفر بكثرة في قشور الفاكهة والبذور، ويمنح تأثيرات قابضة ومضادة للأكسدة
البكتينات : ألياف قابلة للذوبان تشكل بنية تشبه الهلام في الجهاز الهضمي، مما يدعم صحة الأمعاء
الأحماض العضوية : حمض الماليك، وحمض الستريك، وحمض الأسكوربيك (فيتامين سي)، التي تساهم في الوظائف المضادة للأكسدة والأيضية
الزيوت الأساسية والمركبات المتطايرة : لينالول، ألفا تيربينول، والأوجينول، المسؤولة عن رائحتها وبعض خصائصها المضادة للميكروبات
المعادن : البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والفوسفور، والحديد، والزنك، والنحاس
الفيتامينات : وخاصة فيتامين C، وبعض فيتامينات ب المركبة (وخاصة B1، B2، B6)، وكميات صغيرة من فيتامين E
تحتوي البذور أيضًا على مادة صمغية، والتي غالبًا ما يتم استخراجها واستخدامها لخصائصها المرطبة والملطفة والمهدئة، وخاصة في العلاجات العشبية التقليدية
آلية العمل
تعود الفوائد الطبية للسفرجل إلى التأثير التآزري للبوليفينولات والألياف والأحماض ومضادات الأكسدة الموجودة فيه
نشاط مضاد للأكسدة : تعمل فلافونويدات السفرجل وفيتامين ج على تثبيط الإجهاد التأكسدي من خلال إزالة أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS)، ومنع أكسدة الدهون، وحماية الأغشية الخلوية من التلف التأكسدي. تدعم هذه التأثيرات صحة القلب والأوعية الدموية والأيض
التأثيرات المضادة للالتهابات : أظهرت مستخلصات السفرجل القدرة على تقليل تنظيم السيتوكينات المؤيدة للالتهابات (مثل TNF-α، وIL-1β، وIL-6)، مما يساهم في تخفيف الأعراض في حالات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي الالتهابية
آليات حماية المعدة : يُغلّف محتوى البكتين والصمغ بطانة الجهاز الهضمي، مما يُخفّف التهيّج ويُعزّز التئام الغشاء المخاطي. يُفيد هذا التأثير في حالات التهاب المعدة، ومرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وقرحة المعدة
خصائص مضادة للميكروبات : تُثبّط المركبات البوليفينولية الموجودة في السفرجل تكاثر البكتيريا والفطريات، خاصةً ضد الإشريكية القولونية ، والمكورات العنقودية الذهبية ، والمبيضة البيضاء . وتزداد هذه التأثيرات وضوحًا في مستخلصات البذور والقشور
تأثير مضاد للإسهال والتشنج : تُقلل التانينات القابضة إفرازات الأمعاء وحركتها، مما يُساعد في علاج الإسهال غير المعدي. يُهدئ الصمغ المخاطي تهيج الغشاء المخاطي ويُخفف التشنجات
التأثيرات المضادة للحساسية : أظهرت بعض الدراسات أن مستخلصات السفرجل قد تمنع إطلاق الهيستامين من الخلايا البدينة، مما يشير إلى فائدة محتملة في التهاب الأنف التحسسي والربو
التنظيم الأيضي : تعمل مكونات السفرجل على تحسين عملية التمثيل الغذائي للدهون وتوازن الجلوكوز عن طريق تقليل أكسدة البروتين الدهني منخفض الكثافة، وتحسين وظيفة البروتين الدهني عالي الكثافة، وتعزيز حساسية الأنسولين في النماذج السريرية
الاستخدامات العلاجية والتطبيقات السريرية
اضطرابات الجهاز الهضمي
تُستخدم ثمار السفرجل تقليديًا لعلاج تهيج المعدة، وارتجاع المريء، والقرحة، والإسهال. وتُعدّ مستخلصات بذوره الغنية بالصمغ فعالة في تهدئة أنسجة المعدة والمريء الملتهبة
حالات الجهاز التنفسي
تُستخدم خصائص بذور السفرجل الملطفة والمضادة للسعال في شراب السعال وأقراص الاستحلاب، خاصةً لعلاج السعال الجاف والمزعج أو التهاب الشعب الهوائية الخفيف. كما تدعم خصائصها المضادة للأكسدة دفاعات الغشاء المخاطي التنفسي
صحة القلب والأوعية الدموية
نظرًا لمحتواه العالي من البوليفينول والألياف، فإن الاستهلاك المنتظم للسفرجل قد يساعد في خفض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار، وتقليل تصلب الشرايين، وحماية بطانة الأوعية الدموية
التحكم في نسبة السكر في الدم
يعمل البكتين الموجود في السفرجل على إبطاء امتصاص الجلوكوز، كما تعمل مكوناته المضادة للأكسدة على حماية خلايا بيتا في البنكرياس، مما يساهم في تحسين تحمل الجلوكوز لدى الأفراد المقاومين للأنسولين
اضطرابات الجلد والتئام الجروح
يُقال إن الاستخدام الموضعي لمادة بذور السفرجل المخاطية يُعزز ترطيب البشرة، ويُخفف الالتهاب، ويُعزز تجديد الخلايا الظهارية. وقد استُخدم لعلاج الحروق، والأكزيما، وتشققات الجلد
التهاب الأنف التحسسي والربو
تشير بعض الدراسات السريرية إلى أن شراب السفرجل قد يخفف من أعراض التهاب الأنف التحسسي، بما في ذلك احتقان الأنف والعطس، من خلال التأثيرات المضادة للهيستامين والمضادة للالتهابات
التحكم في الوزن
بفضل كثافته الحرارية المنخفضة، وغنية الألياف، يُعزز الشعور بالشبع والتحكم في الشهية. وهذا يُساعد في اتباع الحميات الغذائية لإنقاص الوزن
الجرعة والإدارة
الفاكهة (لبها أو عصيرها)
يتراوح الاستهلاك النموذجي من ١٠٠ إلى ٢٠٠ غرام من الفاكهة المطبوخة أو المصنّعة يوميًا، مع الوجبات. غالبًا ما يكون السفرجل النيء قابضًا جدًا للطعام، ولكن يمكن تليينه بالطبخ أو الخبز
شراب السفرجل
يستخدم عادة بجرعات تتراوح من 5 إلى 10 مل، مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، وخاصة عند الأطفال لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي أو الهضمي
مخاط البذور (للاستخدام كمُلطِّف)
تُنقع ملعقة أو ملعقتان صغيرتان من بذور السفرجل المجففة في ماء دافئ لمدة ساعتين إلى أربع ساعات. تُستخدم الطبقة المخاطية الناتجة فمويًا أو موضعيًا، حسب الحاجة
المستخلصات (الموحدة أو العشبية)
يمكن تحديد جرعات المستخلصات الكحولية أو المائية الموحدة لمحتوى البوليفينول ما بين 250 إلى 500 ملغ، مرة أو مرتين يوميًا، بناءً على تركيبة المنتج والمؤشر المستهدف
الاستخدام الموضعي
يتم تطبيق مخاط البذور أو المستحضرات القائمة على الفاكهة مباشرة على الجلد أو الأغشية المخاطية حسب الحاجة للحروق أو الجروح أو التهيج
موانع الاستعمال
يُعد السفرجل آمنًا بشكل عام عند استخدامه كغذاء أو بكميات علاجية تقليدية. مع ذلك، يجب مراعاة موانع الاستعمال التالية
قد يعاني الأفراد الذين لديهم حساسية معروفة تجاه نباتات عائلة الوردية (مثل التفاح والكمثرى والخوخ) من حساسية متبادلة ويجب عليهم تجنب السفرجل
يجب على المرضى الذين يعانون من انسداد الجهاز الهضمي أو الانسداد المعوي تجنب تناول كميات كبيرة من البذور المكونة للمخاط، لأن الألياف الزائدة قد تؤدي إلى تفاقم الانسداد
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإمساك الشديد أو انخفاض حركة الأمعاء، فإن تناول كميات كبيرة من المركبات القابضة من قشر السفرجل أو الفاكهة غير الناضجة قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض
الآثار السلبية
عند تحضيره واستهلاكه بشكل صحيح، يُتحمل السفرجل جيدًا. ومع ذلك، لوحظت بعض الآثار الجانبية لدى الأشخاص الحساسين
قد يحدث انزعاج في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الغازات أو الانتفاخ الخفيف بسبب ارتفاع نسبة التانين والألياف، خاصة إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة أو بشكل غير ناضج
تعتبر ردود الفعل التحسسية نادرة ولكنها قد تشمل الحكة أو الطفح الجلدي أو متلازمة الحساسية الفموية، وخاصة في الأفراد الذين يعانون من حساسية تجاه ثمار الوردية الأخرى
يجب تجنب تناول كميات كبيرة من البذور النيئة لاحتوائها على الأميغدالين، وهو جليكوسيد مُولِّد للسيانيد، والذي قد يُطلق كميات صغيرة من السيانيد عند الهضم. هذا الخطر ضئيل في الاستخدام الطهوي، ولكنه مهم عند استخدام البذور بشكل مُركَّز
احتياطات
يُعتبر تناول فاكهة السفرجل آمنًا خلال فترة الحمل والرضاعة كجزء من نظام غذائي متوازن. لا تتوفر بيانات سريرية كافية حول استخدام جرعات عالية من المستخلص أثناء الحمل، لذا يُنصح بتوخي الحذر عند تناول المكملات الغذائية
يُستخدم شراب السفرجل ومادة الصمغ النباتي عادةً لعلاج الإسهال والسعال لدى الأطفال. مع ذلك، ينبغي على الآباء التأكد من تحضيره جيدًا لتجنب خطر الاختناق بالبذور أو المادة الصمغية السميكة
قد يستفيد مرضى السكري من التأثيرات السكرية للسفرجل، ولكن يجب أن يكونوا حذرين عند استخدام منتجات السفرجل المحلاة مثل المربى أو المحفوظات
يُوضع مخاط السفرجل موضعيًا على بشرة نظيفة وغير مجروحة. توقف عن الاستخدام في حال حدوث تهيج أو رد فعل تحسسي
تفاعلات الأدوية
نظراً لمحتواه العالي من الألياف القابلة للذوبان، قد يُبطئ السفرجل امتصاص بعض الأدوية الفموية، وخاصةً تلك ذات المؤشرات العلاجية المحدودة. لتحقيق امتصاص مثالي، يُنصح بفصل تناول الأدوية عن الوجبات الغنية بالألياف بساعتين على الأقل
قد يُقلل تناول مكملات الحديد مع بعضها من امتصاص الحديد نظرًا لوجود العفص. يجب تناول مكملات الحديد بشكل منفصل لضمان توافرها الحيوي الكافي
لا توجد تفاعلات موثقة جيدًا مع أدوية القلب والأوعية الدموية أو أدوية السكري أو أدوية الجهاز العصبي المركزي، ولكن يوصى بالإشراف المهني عند استخدام السفرجل بجرعات طبية، وخاصة جنبًا إلى جنب مع الأدوية الموصوفة
الدعم العلمي والتقليدي
تم تقييم السفرجل في مختلف التجارب السريرية قبل السريرية وفي بيئات سريرية محدودة
في الطب التقليدي الإيراني، يُعتبر مقوٍّ للقلب، ومضادًا للقيء، ومضادًا للإسهال، ومضادًا للسعال. تدعم الدراسات العلمية الحديثة خصائصه المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهابات، والحماية من أمراض المعدة. أظهرت التجارب البشرية التي أجريت على شراب السفرجل لعلاج التهاب الأنف التحسسي نتائج واعدة مع آثار جانبية ضئيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق