المصدر والأصل النباتي
البورنيول هو كحول أحادي التربينويد ثنائي الحلقة طبيعيًا، ويوجد في العديد من النباتات العطرية. يتوفر بكثرة في أنواع تنتمي إلى فصيلتي الشفوية والنجمية
من المصادر النباتية الشائعة: بلوميا بلسميفيرا، ودرايوبالانوبس أروماتيكا، وأنواع مختلفة من الشيح
يوجد هذا المركب في شكلين متماثلين ضوئيًا: د-بورنيول و ل-بورنيول
يُستخرج البورنيول الطبيعي عادةً من الزيوت العطرية النباتية باستخدام التقطير بالبخار متبوعًا بالتبلور. كما يُنتج البورنيول الاصطناعي عن طريق الاختزال الكيميائي للكافور
الطبيعة الكيميائية والبنية
يُصنف البورنيول ككحول ثانوي ضمن عائلة أحادي التربين. يتكون تركيبه الجزيئي من نظام حلقة ثنائي حلقي الهبتان مُندمج يحمل مجموعة هيدروكسيل واحدة. يُعطي هذا التركيب البورنيول رائحته الكافورية المميزة
يوجد البورنيول كمادة صلبة في درجة حرارة الغرفة، وهو قليل الذوبان في الماء، ولكنه يذوب بسهولة في الإيثانول والإيثر والكلوروفورم. تُسهم صلابته الهيكلية وخصائصه المحبة للدهون في قدرته على اختراق الأغشية ونشاطه الحيوي
آلية العمل
يمارس بورنيول تأثيرات بيولوجية متعددة بفضل قدرته على التفاعل مع الأغشية الخلوية ومستقبلات النواقل العصبية والقنوات الأيونية
فهو يُعدّل نشاط الجهاز العصبي المركزي من خلال تعزيز وظيفة مستقبلات حمض غاما أمينوبوتيريك من النوع أ، مما يُنتج تأثيرات مهدئة ومضادة للقلق
كما يُمكن لبورنيول تثبيط قنوات الصوديوم والكالسيوم ذات البوابات الجهدية، مما يُؤدي إلى تأثيرات مضادة للألم ومضادة للالتهابات
بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أنه يزيد من نفاذية الحاجز الدموي الدماغي، مما يُسهّل وصول الدواء إلى الجهاز العصبي المركزي. ويُعزى نشاطه المضاد للميكروبات إلى تمزيقه للأغشية البكتيرية وتداخله مع الإشارات داخل الخلايا
الاستخدامات والتطبيقات العلاجية
استُخدم البورنيول على نطاق واسع في أنظمة الطب التقليدي، وخاصةً في الممارسات الصينية والهندية وجنوب شرق آسيا
في الطب الصيني التقليدي، يُستخدم البورنيول لإنعاش الوعي، وتخفيف الألم، وإزالة الحرارة، وتوجيه الأدوية الأخرى إلى الدماغ
ويُستخدم عادةً في تركيبات علاج الصداع، والسكتات الدماغية، والالتهابات
وفي علم الأدوية الحديث، يُدرس البورنيول لإمكاناته كمُحسِّن للنفاذ، ومسكن للألم، ومضاد للالتهابات، ومضاد للصرع، وواقي للأعصاب، ومضاد للميكروبات. كما يُستخدم كعامل عطري ومنكّه في صناعات مستحضرات التجميل والأغذية
الجرعة وطريقة الإعطاء
تختلف جرعة بورنيول باختلاف شكله، وطريقة إعطائه، والغرض العلاجي المقصود
في المستحضرات التقليدية، يُعطى بورنيول عادةً بجرعة تتراوح بين خمسين ومائتي مليغرام يوميًا
أما في التركيبات الموضعية، فيُستخدم بتركيزات تتراوح بين واحد وخمسة بالمئة
أما لأغراض العلاج بالروائح أو الاستنشاق، فيُستخدم من خلال موزعات الزيوت العطرية أو المراهم
يجب توخي الحذر عند تناوله عن طريق الفم نظرًا لتأثيراته المركزية القوية واحتمالية سميته عند تناول جرعات عالية
لا تزال الأشكال القابلة للحقن قيد البحث، ولكنها لم تُعتمد بعد للاستخدام العام
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام بورنيول لدى الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية تجاه المونوتربينات أو الزيوت العطرية
لا يُنصح باستخدامه أثناء الحمل نظرًا لقلة بيانات السلامة وآثاره المحتملة على العضلات الملساء للرحم
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في الكبد أو الكلى بتجنب استخدامه، حيث يُستقلب بورنيول كبديًا ويُطرح كلويًا
يجب عدم إعطاء الأطفال والرضع جرعات داخلية من بورنيول نظرًا لخطر تثبيط الجهاز العصبي المركزي
قد يكون الأشخاص المصابون بالصرع أو اضطرابات النوبات أكثر عرضة للخطر، حيث قد يُخفض بورنيول عتبة النوبات لدى الأشخاص المعرضين لذلك
الآثار الجانبية
عند تناوله بجرعات علاجية، يُتحمل البورنيول جيدًا بشكل عام
ومع ذلك، قد يُسبب آثارًا جانبية لدى الأشخاص الحساسين أو عند استخدامه بتركيزات أعلى
قد تشمل آثاره على الجهاز العصبي المركزي الدوخة، والتخدير، والارتباك، أو الدوار
قد تحدث اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان أو القيء، بعد تناوله عن طريق الفم
قد يُسبب الاستخدام الموضعي تهيجًا موضعيًا، والتهاب الجلد التماسي التحسسي، أو طفحًا جلديًا
قد يُسبب استنشاقه بتركيزات عالية صداعًا أو انزعاجًا تنفسيًا
قد يؤدي الاستخدام المطول أو المفرط إلى تسمم الكبد أو الكلى
الاحتياطات
يجب استخدام بورنيول بحذر مع مهدئات أخرى أو مثبطات للجهاز العصبي المركزي
عند استخدامه موضعيًا، يجب تخفيفه بشكل مناسب لمنع تهيج الجلد
يُنصح بتخزينه في مكان بارد وجاف للحفاظ على ثباته
يجب التعامل مع الزيوت العطرية التي تحتوي على بورنيول بحذر، ويجب عدم تناولها دون إشراف طبي
يُنصح بالمراقبة السريرية في حال الاستخدام لفترات طويلة، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور في وظائف الكبد أو الكلى
يجب استشارة أخصائيي الرعاية الصحية قبل استخدام بورنيول للأغراض الطبية
التفاعلات الدوائية
قد يتفاعل بورنيول دوائيًا مع مثبطات أخرى للجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك البنزوديازيبينات، والباربيتورات، والأفيونيات، ومضادات الهيستامين، والكحول، مما قد يؤدي إلى تخدير مفرط
قد يعزز امتصاص الأدوية التي تُعطى بالتزامن عبر الأنف أو الجلد نظرًا لخصائصه المعززة للنفاذية
هناك احتمال للتفاعل مع الأدوية المضادة للصرع، إذ قد يتداخل بورنيول مع عتبة النوبات
قد يزيد تناوله المتزامن مع العوامل السامة للكبد من خطر إصابة الكبد
بيانات التفاعلات الإنزيماتية محدودة، ولكن بورنيول قد يغير أيض المركبات المُعطاة معه من خلال تأثيراته على إنزيمات الكبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق