المحتوى
يشير الإرغوت إلى مجموعة من المركبات القلوية المشتقة من فطر Claviceps purpurea ، الذي ينمو على أنواع معينة من الحبوب، وخاصةً حبوب الجاودار
يصيب الفطر النباتات، مُنتجًا تصلبًا داكنًا (الإرغوت) يحتوي على مجموعة متنوعة من القلويدات النشطة بيولوجيًا
لهذه المركبات، المعروفة باسم قلويدات الإرغوت، تأثيرات متنوعة على جسم الإنسان، بخصائص طبية وسامة
تاريخيًا، ارتبط الإرغوت بالتسمم الإرغوتي (المعروف أيضًا باسم "نار القديس أنتوني")، وهي حالة ناجمة عن تناول حبوب ملوثة بالإرغوت، والتي قد تؤدي إلى تسمم شديد وغرغرينا
كما أن الإرغوت هو مصدر العديد من المركبات الصيدلانية، بما في ذلك الإرغومترين (إرغونوفين)، الذي يستخدم لإدارة النزيف بعد الولادة، وLSD (ثنائي إيثيلاميد حمض الليسرجيك)، وهو مادة مهلوسة قوية
آلية العمل
تعمل قلويدات الإرغوت بشكل رئيسي من خلال التفاعل مع أنظمة نواقل عصبية مختلفة، بما في ذلك السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين. تعتمد آلية العمل على نوع القلويد ومدى تأثره بمستقبلاته، ولكن تشمل التأثيرات العامة ما يلي
تضيق الأوعية الدموية: ترتبط العديد من قلويدات الإرغوت، مثل الإرغومترين، بمستقبلات السيروتونين وألفا الأدرينالية في الأوعية الدموية، مما يُسبب تضيق الأوعية الدموية. قد يكون هذا مفيدًا في السيطرة على النزيف (مثلًا بعد الولادة)، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى آثار جانبية خطيرة مثل انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف أو الأعضاء الداخلية
انقباض الرحم: تعمل الإرغوتات مثل الإرغومترين على تحفيز انقباض عضلات الرحم، مما قد يساعد في السيطرة على النزيف بعد الولادة عن طريق انقباض الرحم، ولكن الإفراط في استخدامها يمكن أن يسبب تشنج الرحم وضائقة الجنين
تأثيرات على الجهاز العصبي المركزي: تؤثر بعض مشتقات الإرغوت (مثل إل إس دي) على الجهاز العصبي المركزي من خلال تفاعلها مع مستقبلات السيروتونين، مما يؤدي إلى تأثيرات مهلوسة. يمكن لهذه المركبات أن تُغير المزاج والإدراك والإدراك
الاستخدامات
للإرغوت ومشتقاته العديد من التطبيقات الطبية، على الرغم من استخدامها بحذر بسبب خطر السمية
نزيف ما بعد الولادة: يستخدم الإرغوتامين والإرغومترين لعلاج ومنع نزيف ما بعد الولادة عن طريق تحفيز تقلصات الرحم وتقليل النزيف
علاج الصداع النصفي: يستخدم الإرغوتامين والديهيدروإرغوتامين (DHE) في علاج الصداع النصفي الحاد بسبب خصائصهما الانقباضية للأوعية الدموية، والتي تساعد على تقليل توسع الأوعية الدموية في الدماغ المرتبط بألم الصداع النصفي
اضطرابات التشنج الوعائي: يستخدم الإرغوتامين أحيانًا في علاج حالات مثل مرض رينود، حيث يساعد على تقليل التشنج الوعائي وتحسين تدفق الدم إلى الأطراف
تحفيز المخاض: يمكن استخدام مشتقات الإرجوت خارج نطاق العلامة لتحفيز المخاض أو السيطرة على النزيف الرحمي أثناء المخاض أو بعده
الاستخدامات المهلوسة: يستخدم ثنائي إيثيلاميد حمض الليسرجيك (LSD)، المشتق من الإرغوت، ترفيهيًا وفي بعض الإعدادات العلاجية لتأثيراته المهلوسة
الجرعة
تعتمد جرعة الأدوية المرتبطة بالإرغوت على المنتج المحدد والمؤشر
الإرغوتامين (للصداع النصفي): الجرعة النموذجية لأقراص الإرغوتامين هي ١-٢ ملغ عند بدء نوبة الصداع النصفي، مع جرعات إضافية مقدارها ١ ملغ كل ٣٠ دقيقة حسب الحاجة، على ألا تتجاوز ٦ ملغ خلال ٢٤ ساعة. من المهم الحد من استخدامه للوقاية من السمية
ديهيدروإرغوتامين (للصداع النصفي): الجرعة النموذجية هي 1 ملغ عن طريق الأنف أو 1 ملغ عن طريق الوريد، بحد أقصى 3 ملغ يوميا
إرغومترين (للنزيف بعد الولادة): الجرعة النموذجية هي 0.2 ملغ إلى 0.5 ملغ عضليًا أو وريديًا، بحد أقصى 1 ملغ كل ساعتين حسب الحاجة للسيطرة على النزيف الرحمي
نظرًا لقوة قلويدات الإرغوت، وخاصة في الأشكال القابلة للحقن، يجب على مقدمي الرعاية الصحية مراقبة الجرعات بعناية
موانع الاستعمال
يُمنع استعمال الأدوية التي تحتوي على الإرغوت في عدة حالات
أمراض القلب والأوعية الدموية: يمكن أن تسبب مشتقات الإرغوت تضيقًا شديدًا للأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالات مثل مرض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية الطرفية
الحمل: يُمنع استخدام قلويدات الإرغوت، وخاصة الإرغومترين، أثناء الحمل بسبب خطر تحفيز تقلصات الرحم واحتمال التسبب في الإجهاض أو ضائقة الجنين
ضعف وظائف الكلى أو الكبد: بسبب استقلاب الكبد والكلى لمشتقات الإرغوت، يجب استخدامها بحذر أو تجنبها في المرضى الذين يعانون من ضعف وظائف الكبد أو الكلى
ارتفاع ضغط الدم الشديد: لا ينبغي استخدام الإرغوتامينات في المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، حيث أن خصائصها الانقباضية للأوعية الدموية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة
الإنتان: يُمنع استخدام مشتقات الإرغوت في المرضى الذين يعانون من الإنتان بسبب خطر تفاقم نقص التروية
الآثار الجانبية
يمكن أن تختلف الآثار الجانبية لأدوية الإرغوت اعتمادًا على المركب المحدد المستخدم ولكنها قد تشمل
الأعراض المرتبطة بتضييق الأوعية الدموية
الأطراف الباردة
خدر أو وخز في أصابع اليدين أو القدمين
الغرغرينا (مع الاستخدام لفترات طويلة أو الجرعة الزائدة)
الغثيان والقيء: شائع مع استخدام الإرغوتامين، وخاصة عند استخدامه لعلاج الصداع النصفي
ألم أو ضعف العضلات: نتيجة لانقباض الأوعية الدموية لفترة طويلة ونقص التروية في العضلات
الهلوسة (مع استخدام عقار إل إس دي): الذهان والانفعال واضطرابات الإدراك هي الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام عقار إل إس دي، وهو مادة مهلوسة قوية مشتقة من نبات الإرغوت
انقباضات الرحم: يمكن أن تحدث انقباضات مفرطة في الرحم، مما يؤدي إلى تكزز الرحم، مع استخدام الإرغومترين، مما قد يسبب ضائقة للجنين أو تمزق الرحم في بعض الحالات
ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي التأثير المضيق للأوعية الدموية للإرغوتامين إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم
التسمم الإرجوتي (التسمم المزمن): يمكن أن يؤدي تناول الطعام الملوث بالإرجوت بشكل مزمن أو تناول جرعة زائدة منه إلى التسمم الإرجوتي، الذي يتميز بالتشنجات والهذيان والهلوسة والغرغرينا
احتياطات
مراقبة السمية: نظرًا لخطر الإصابة بالتسمم الإرجوتي والسمية الوعائية، يجب مراقبة المرضى الذين يتلقون أدوية تحتوي على الإرجوت عن كثب بحثًا عن علامات نقص التروية (برودة الأطراف أو الألم أو تغير اللون)
الحد من تكرار الاستخدام: قد يؤدي الاستخدام المتكرر أو المفرط للإرغوتامين إلى صداع ارتدادي وتسمم. من الضروري اتباع الجرعات الموصوفة وتوصيات التكرار لتجنب الجرعة الزائدة
وظائف الكبد والكلى: يحتاج المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد أو الكلى إلى مراقبة دقيقة بسبب تغير التمثيل الغذائي للدواء
الحمل والرضاعة الطبيعية: لا ينبغي استخدام قلويدات الإرغوت أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية إلا إذا كان ذلك ضروريًا للغاية وبوصفة طبية من مقدم الرعاية الصحية
التفاعلات الدوائية: قد يتفاعل الإرغوتامين ومشتقات الإرغوت الأخرى مع أدوية أخرى، مثل حاصرات بيتا، أو غيرها من مضيقات الأوعية الدموية، أو الأدوية السيروتونينية، مما يزيد من خطر الآثار الضارة
التفاعلات الدوائية
قد تتفاعل مشتقات الإرغوت مع مجموعة متنوعة من الأدوية الأخرى، بما في ذلك
الأدوية السيروتونينية (مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ومثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين): قد يؤدي الاستخدام المتزامن للإرغوتامين مع الأدوية السيروتونينية إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة السيروتونين، وهي حالة قد تهدد الحياة
حاصرات بيتا: قد يؤدي الجمع بين الإرغوتامين وحاصرات بيتا (على سبيل المثال، بروبرانولول) إلى زيادة خطر تضيق الأوعية الدموية الشديد وارتفاع ضغط الدم
قابضات الأوعية الدموية (على سبيل المثال، مزيلات الاحتقان): قد يؤدي الجمع بين الإرغوتامين ومضيقات الأوعية الدموية الأخرى إلى زيادة تضييق الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بنقص التروية أو ارتفاع ضغط الدم
مثبطات CYP3A4 (على سبيل المثال، الأدوية المضادة للفطريات): يتم استقلاب الإرغوتامين بواسطة CYP3A4، لذلك فإن الأدوية التي تثبط هذا الإنزيم (على سبيل المثال، الكيتوكونازول، الإيتراكونازول) يمكن أن تزيد من مستويات الإرغوتامين في الدم، مما يزيد من خطر السمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق