ماهي حقيقة كريمات الكولاجين وهل تخترق حاجز البشرة ؟



 سؤال مهم جدًا ومثير للجدل في عالم العناية بالبشرة

 هل كريمات الكولاجين فعالة فعلاً؟ وهل تستطيع اختراق الجلد وتحفيز نضارته؟

الإجابة تتطلب شرحًا دقيقًا ومبنيًا على أسس علمية، لأن الكثير من المعلومات المتداولة عن كريمات الكولاجين تجارية أو مبالغ فيها، ولا تستند إلى بيانات سريرية قوية



أولاً: ما هو الكولاجين؟

الكولاجين هو بروتين ليفي يُعتبر المكوّن البنيوي الأهم في البشرة، وهو مسؤول عن

مرونة الجلد

شد البشرة

مقاومة التجاعيد

التئام الجروح

المحافظة على شباب الجلد

يشكل الكولاجين نحو 75% من وزن البشرة الجافة، وتقل نسبته تدريجيًا بعد سن الـ25، حيث تنخفض بنحو 1% سنويًا. العوامل التي تسرّع هذا الفقدان تشمل

التعرض لأشعة الشمس

التدخين

النظام الغذائي الفقير

التوتر المزمن




ثانيًا: ما هي كريمات الكولاجين؟

كريمات الكولاجين هي مستحضرات تجميل تحتوي على كولاجين مصدره خارجي، غالبًا يكون

كولاجين حيواني (من الأبقار أو الأسماك)

كولاجين نباتي (مستخرج من الحبوب البحرية)

كولاجين مُحلل جزئيًا
 (Hydrolyzed collagen)

تُسوق هذه الكريمات على أنها تُعيد للبشرة شبابها، وتملأ التجاعيد، وتُرطب الجلد، لكن الحقيقة العلمية أكثر تعقيدًا




ثالثًا: هل يستطيع الكولاجين الموضعي اختراق البشرة؟

الإجابة العلمية المبنية على الدراسات الجلدية تقول لا، الكولاجين الموضوعي لا يخترق الجلد

السبب الرئيسي لذلك هو أن جزيء الكولاجين كبير الحجم جدًا (يصل إلى أكثر من 300,000 دالتون)، في حين أن البشرة لا تسمح بمرور الجزيئات التي يتجاوز وزنها الجزيئي 500 دالتون من خلال الحاجز الجلدي

هذا يعني أن الكولاجين الموجود في الكريمات يبقى على السطح الخارجي للبشرة فقط، ولا يصل إلى الطبقات الداخلية (الأدمة) حيث يُصنّع الكولاجين الطبيعي


العديد من الدراسات مثل المنشورة في
 Journal of Cosmetic Dermatology وDermatologic Therapy
 أوضحت أن الكولاجين كجزيء لا يمكن امتصاصه موضعيًا إلى داخل الجلد بسبب حجمه الكبير وطبيعته الفيزيائية




رابعًا: هل كريمات الكولاجين عديمة الفائدة تمامًا؟

ليس تمامًا، لكنها لا تعمل بالطريقة التي تُوصف بها في الحملات الدعائية

كريمات الكولاجين قد تكون مفيدة لترطيب الطبقة السطحية من الجلد، لأنها تعمل كـ

مادة مرطبة occlusive تمنع فقدان الماء

مكون يعزز نعومة البشرة

طبقة واقية من العوامل البيئية

لكن هذه الفوائد سطحية ومؤقتة، ولا تعني أنها تُحفّز إنتاج الكولاجين داخل الجلد، أو تُصلح ألياف الكولاجين المتضررة

إذن، فائدتها أقرب إلى ترطيب سريع وتحسين مظهر مؤقت، وليست إعادة بناء حقيقية للبنية الجلدية




خامسًا: كيف يمكن فعليًا تحفيز إنتاج الكولاجين في الجلد؟

تحفيز الكولاجين داخل البشرة يتطلب

مكونات موضعية فعالة مثبتة علميًا


الريتينويدات (مثل تريتينوين): تُحفّز الخلايا الليفية لإنتاج كولاجين جديد

فيتامين C (حمض الأسكوربيك): يُساهم في تصنيع الكولاجين، وله خصائص مضادة للأكسدة

الببتيدات النشطة (مثل Matrixyl): تُرسل إشارات إلى الخلايا لتكوين الكولاجين

النياسيناميد (فيتامين B3): يُقوي حاجز البشرة ويُحفّز التجديد الخلوي



علاجات احترافية فعالة

Microneedling (الوخز بالإبر الدقيقة): يُحفز إصلاح الأنسجة وزيادة الكولاجين

الليزر الجزئي (Fractional laser): يحفّز الاستجابة الالتهابية المفيدة لإنتاج الكولاجين

حقن البايوستيمولانت مثل البوليتراكتيك أسيد أو الهيدروكسي أباتيت




مكملات الكولاجين الفموية

بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الكولاجين المحلل (Hydrolyzed collagen) عن طريق الفم قد يُحسّن مرونة البشرة وسماكتها خلال 8 إلى 12 أسبوعًا، بشرط وجود جرعة كافية

أفضلها يحتوي على ببتيدات كولاجين بوزن جزيئي منخفض مع فيتامين C





تقييم الهيئات العلمية لكريمات الكولاجين
الهيئات الطبية مثل

FDA (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية)

EMA (الوكالة الأوروبية للأدوية)

الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD)

لا تصنّف كريمات الكولاجين على أنها علاجات فعالة لإعادة بناء الكولاجين في الجلد، بل تُصنف ضمن مستحضرات التجميل التي تُستخدم لتحسين المظهر العام مؤقتًا دون تغيير في البنية الجلدية العميقة




كيف تختار كريمًا مفيدًا لتعزيز الكولاجين؟

إذا كنت تبحث عن منتج يدعم صحة الجلد وإنتاج الكولاجين، ابحث عن مكونات مدعومة علميًا مثل

Retinol أو Retinaldehyde

Vitamin C (L-ascorbic acid) بتركيز 10% أو أكثر

Peptides مثل Palmitoyl Pentapeptide

Ceramides لدعم حاجز الجلد

Niacinamide

Hyaluronic Acid للترطيب






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق