دور بيكولينات الكروم في مرض السكري



بيكولينات الكروم، وهو مركب كيميائي من الكروم وحمض البيكولينيك، هو مكمل غذائي يتم الترويج له غالبًا لدوره المحتمل في تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2
 الكروم هو معدن أساسي يلعب دورًا حيويًا في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون والبروتينات. يُعتقد أن شكل بيكولينات يعزز امتصاص الكروم في الجسم، مما يجعله خيارًا شائعًا للمكملات الغذائية



آلية العمل في مرض السكري

يُعتقد أن الكروم يحسن عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز من خلال تعزيز عمل الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. وتشمل آلياته المحددة ما يلي


تحسين حساسية الأنسولين

قد يساعد الكروم الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة أكبر، مما يحسن حساسية الأنسولين ويقلل من مقاومة الأنسولين. وقد يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للأفراد المصابين بداء السكري من النوع 2، حيث تشكل مقاومة الأنسولين مشكلة رئيسية


تعزيز امتصاص الجلوكوز

يعمل الكروم على تعزيز نشاط مستقبلات الأنسولين على الأغشية الخلوية، مما يسهل امتصاص الجلوكوز إلى داخل الخلايا، مما يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم


التأثير على نشاط الإنزيم

قد يعمل الكروم على تنظيم نشاط الإنزيمات المشاركة في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، مما يؤدي إلى تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم


التأثير على خلايا بيتا

تشير بعض الدراسات إلى أن الكروم قد يحمي خلايا بيتا البنكرياسية (المسؤولة عن إنتاج الأنسولين) من الإجهاد التأكسدي والتلف




الأدلة من الأبحاث

وقد بحثت العديد من الدراسات في تأثيرات بيكولينات الكروم على إدارة مرض السكري. وتتضمن النتائج ما يلي

انخفاض نسبة السكر في الدم أثناء الصيام (FBS)

تشير بعض الدراسات إلى أن مكملات الكروم تعمل على خفض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف السيطرة على مستوى الجلوكوز في الدم


تحسين الهيموجلوبين A1c (HbA1c)

أظهر الهيموجلوبين A1c، وهو مؤشر على التحكم في نسبة السكر في الدم على المدى الطويل، تحسنًا متواضعًا مع مكملات الكروم في بعض التجارب


تقليل مقاومة الأنسولين

لقد ارتبط تناول مكملات بيكولينات الكروم بانخفاض مقاومة الأنسولين لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 أو متلازمة التمثيل الغذائي



نتائج مختلطة

في حين تشير بعض الدراسات إلى نتائج إيجابية، تشير دراسات أخرى إلى تأثير ضئيل أو معدوم لبيكولينات الكروم على التحكم في نسبة السكر في الدم. قد تساهم الاختلافات في تصميم الدراسة وفئات المرضى والجرعات ومستويات الكروم الأساسية في هذه النتائج غير المتسقة



الجرعة الموصى بها

تختلف الجرعة المناسبة من بيكولينات الكروم لعلاج مرض السكري
 تتراوح الجرعات النموذجية في الدراسات من 200 إلى 1000 ميكروجرام يوميًا . ومع ذلك، يجب تحديد الجرعة الدقيقة بشكل فردي ومناقشتها مع مقدم الرعاية الصحية




السلامة والآثار الجانبية

السلامة العامة

يعتبر بيكولينات الكروم جيد التحمل بشكل عام عند تناوله ضمن الجرعات الموصى بها


الآثار الجانبية المحتملة

إزعاج في الجهاز الهضمي (مثل الغثيان والانتفاخ)
الصداع
وفي حالات نادرة، قد يسبب خللاً في وظائف الكلى أو الكبد عند تناول جرعات عالية جداً



التفاعلات الدوائية

قد يتفاعل الكروم مع الأدوية مثل الأنسولين أو الميتفورمين أو غيره من أدوية مرض السكري، مما قد يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم




الاعتبارات السريرية

مستويات الكروم الأساسية

قد يستفيد الأفراد الذين يعانون من انخفاض مستويات الكروم بشكل أكبر من المكملات الغذائية. ونقص الكروم نادر في البلدان المتقدمة



الدور المساعد

لا يعد بيكولينات الكروم بديلاً لأدوية مرض السكري، ولكن يمكن أن يعمل كعلاج مساعد لتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم



الاستجابة الفردية

يمكن أن تختلف فعالية بيكولينات الكروم بشكل كبير بين الأفراد، وتتأثر بعوامل مثل حالة الكروم الأساسية، والاستعدادات الوراثية، والعادات الغذائية



تكامل نمط الحياة

تكون مكملات الكروم أكثر فعالية عند دمجها مع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والالتزام بالعلاجات الموصوفة لمرض السكري




الخلاصة

تتمتع بيكولينات الكروم بإمكانيات كبيرة كعلاج تكميلي لإدارة مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2، وخاصة لدى الأفراد الذين يعانون من نقص الكروم أو ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم. ومع ذلك، لا يتم ملاحظة فوائدها على نطاق واسع، وهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات واسعة النطاق والمراقبة الجيدة لوضع إرشادات نهائية لاستخدامها. استشر دائمًا مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في تناول مكملات بيكولينات الكروم، وخاصة للأفراد الذين يعانون من حالات صحية سابقة أو أولئك الذين يتناولون أدوية السكري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق